مدخل التكلفـة المستهدفـة للرقابـة على تكلفـة الإنتاج مع دراسة استطلاعية لإمكانية التطبيق فى بعض شركات الصناعات التجميعيـة فى مصـر
ملخص: لقد أدى تغيير الفكر الإدارى إلى العديد من التطورات سواء فى بيئة الإنتاج مثل تطبيق نظم الإنتاج المرنة ، أو فى مجال محاسبة التكاليف مثل تطبيق نظم التوقيت المنضبط للإنتاج والمخزون (JIT) والذى نتج عنه وجود نظام التكاليف بالإندفاع العكسى ، وتطبيق مفهوم رقابة الجودة الشاملة (TQC) الذى أدى إلى ظهور مدخل تكلفة الجودة ، وكذلك تطبيق نظام تكاليف الأنشطة (ABC). هذا بالإضافة إلى تأثر مكونات وهيكل تكلفة المنتج وكذلك المحاسبة عن التكاليف بالمنافسة والتطورات التكنولوجية الهائلة.
ويعتبر مدخل التكلفة المستهدفة (Target Costing) من التطورات التى حدثت فى مجال محاسبة التكاليف فى الوقت الحاضر. ويقوم مدخل التكلفة المستهدفة على فكرة تصميم الجودة وليس مجرد فحصها وذلك من خلال تركيز الجهود فى مرحلة تصميم المنتج بغرض تخفيض التكاليف والوصول بالمنتج إلى أعلى مستوى من الجودة. ولقد تناولت الدراسة النظرية مدخل التكلفة المستهدفة ببعض التفصيل، حيث تناولت التعريفات المتعددة لمدخل التكلفة المستهدفة وركزت على التعريف الذى قدمه Kato بإعتباره أكثر التعريفات شمولاً ، حيث عرّف Kato مدخل التكلفة المستهدفة بأنه نشاط يهدف إلى تخفيض تكاليف دورة حياة المنتجات الجديدة ، بشرط التأكد من الجودة والصلاحية والمتطلبات الأخرى للعملاء من خلال دراسة كل الأفكار المحتملة لتخفيض التكاليف عند تخطيط المنتج وعند البحث والتطوير وفى المراحل التجربية للإنتاج .
وقد تناول البحث خطوات تحديد التكلفة المستهدفة بإستخدام طريقة الخصم ، وتتمثل هذه الخطوات فى التعرف على المنتجات مرتفعة الجودة والتى تقابل طلبات العملاء، ثم تقدير تكاليف المنتج، ثم تقدير التكلفة المسموح بها، وتصميم المنتج وتكرار تصميمه لإجراء كل التخفيضات الممكنة فى التكاليف لتصبح أدنى تكلفة ممكنة هى التكلفة المستهدفة، وأخيراً تحويل تصميم المنتج إلى إنتاج فعلى.
وكذلك تضمن البحث شرحاً موجزاً للأدوات المساعدة فى تحديد التكلفة المستهدفة مثل هندسة القيمة والهندسة المتزامنة وجداول التكلفة والتحليل الوظيفى ونظم المعلومات المساعدة فى تحديد التكلفة المستهدفة .
كما تناول تأثير تطبيق مدخل التكلفة المستهدفة على نظم الرقابة التشغيلية. حيث تبين أن تطبيق مدخل التكلفة المستهدفة يقلل من أهمية نظام التكاليف المعيارية كنظام للرقابة على التكاليف، بينما يؤدى إستخدام نظام التوقيت المنضبط ونظام تكاليف الأنشطة وتطبيق مفهوم رقابة الجودة الشاملة إلى زيادة فعالية مدخل التكلفة المستهدفة.
وأخيراً تناول البحث تقييم لمدخل التكلفة المستهدفة كأداة للرقابة من وجهة نظر مقومات نظام الرقابة الجيد والتى تتمثل فى تكرار قياس الأداء، وتخصيص التكاليف، ومرونة التكاليف، والمقاييس غير المالية، والملاحظة المباشرة.
وقد نتج عن هذا التقييم إستنتاج أن مدخل التكلفة المستهدفة يعد من أدوات الرقابة الفعّالة على التكاليف. ولذلك تناول البحث كيفية إستخدام مدخل التكلفة المستهدفة كأداة للرقابة على تكلفة الإنتاج سواء الرقابة المسبقة والتى تتحقق بتحديد التكلفة المستهدقة ثم إعداد الخطط، أو الرقابة اللاحقة والتى تتحقق بقياس الأداء من خلال الموازنة أو من خلال المقاييس غير المالية (الجودة، وأداء التسليم، وأداء الآلة، والمرونة والتجديد، وتخفيض المخزون)، ثم مقارنة الأداء الفعلى بالأهداف المحددة سلفاً، وأخيراً إتخاذ الإجراءات اللازمة لتصحيح الإنحرافات إن وجدت. وقد إنتهى الجانب النظرى من البحث بعرض لمتطلبات نجاح إستخدام مدخل التكلفة المستهدفة فى الرقابة على التكاليف، وإلقاء الضوء على مميزات مدخل التكلفة المستهدفة وأوجه القصور فى هذا المدخل.
ثم تمثلت الدراسة العملية فى دراسة إستطلاعية لإمكانية تطبيق مدخل التكلفة المستهدفة فى شركات الصناعات التجميعية. وقد تمت هذه الدراسة من خلال أسلوبى قوائم الإستقصاء والمقابلات الشخصية والتى أجريت مع مديرى تسع وعشرين شركة تقع فى مناطق صناعية مختلفة. وللوصول إلى الهدف المرجو من الدراسة الإستطلاعية كان لابد من معرفة مدى العلم بوجود مدخل التكلفة المستهدفة وهل هو مطبق حالياً أم لا، وإذا كان غير مطبق فهل تتوفر مقومات تطبيقه مستقبلاً أم لا. كذلك تعيّن معرفة مدى توافر النظم الحديثة فى شركات العينة والتى تمثل البيئة الملائمة لتطبيق مدخل التكلفة المستهدفة.
الرئيسية 
